السبت، 12 يوليو 2008

هالا هالا ع الجد والجد هالا هالا عليه


نتندر دائما بألفاظ تشعرنا بالبهجة تارة والعبوث تارة أخرى،ونجهل من أين اكتسبنا تلك الألفاظ.

ونجد أن الأطفال هم أكثر الناس إستخداما لتلك الألفاظ وتظل معهم حتى الكبر،وفى هذا إيحاء بليغ على أن مصر لازالت صاحبة الرونق الجذاب فى اللفظ وبقائه بسره إلى الآن ويستمر فى أحناك أجيال المستقبل القادم.

فلطالما نهض أطفال مصر وحوتهم الرعاية نهض المجتمع وإن خاب الأمل هبط المجتمع إلى أسفل سافلين.

فإحتضنوا أطفالكم وعلموهم ماذا تعنى مصر؟ كى يشعروا بالإنتماء إلى وطن يحتضنهم لا إلى هالة ضوئية تأتى على حين غرة وتختفى من بين أيدينا فنسقط فى غياهب الظلمات.

وإليكم كلمات ذات تأثير إلى الآن فى الأوساط المختلفة من الشمال إلى الجنوب.
* شبطة :-
مأخوذة من الكلمة المصرية القديمة "شابتى" وتعنى القرين .
ودائما تستخدم كلفظ ينعت به شخص يصر على ملازمتك فى الخروج وخلافه.
وبالتحديد الأطفال الصغار حين يخرج الآباء فيصروا على اصطحابهم وبالتالى تطلق الكلمة الشهيرة"أنت شبطه"
وفى الأوساط المتدينة والموروثات،نجد كلمة القرين ترتبط بأخ أو أخت من بنى الجن لبنى الإنسان ويكون نقطة تمركزهم هى أسفل الأرض.
ونجد المشعوذين يتحكموا فى تلك النقطة كأداة لربط العقل ببعض التخاريف منها:-
قرينك زعلان منك.
قرينتك بنغير من جمالك.
قرينك بيعاكسك.
قرينتك مغرمة بجوزك.
............................................الخ من كلمات على تلك الشاكلة.
*هيـــه :-
أصل الكلمة مصرى قديم ،وهى نداء يدل على الفرحة.
مستمرة إلى الآن وارتباطها هى الآخرى بالأطفال ـــ ملاحظة أن الكلمات القديمة التى لاتزال على ألسنتنا معظم مستخدميها من هم فى فترة الطفولة ،وكأن الحياة تثبت لنا أننا مستمرون على جزء من الدرب الأصيل.فأطفالنا هم شعلة الغد المشتعلة التى تضىء الطريق ــــ ونجد الأطفال يهللون حين يحضر الأب أو تحضر الأم من العمل أو السفر.
وفى الريف خاصة حين تنقطع الطاقة (الكهرباء) ثم تأتى على غفلة يهلل الأطفال "هيه هيه الكهربة جت"
* أم قويق :-
تعنى البومة الصغيرة.
عادة تنهر الأم طفلها أو طفلتها حين يكثروا من البكاء والنحيب فتبادر الأم أو الجدة بمقولة "انت يا ام قويق بطلى قواق" وذلك للخوف الشديد من البكاء فينعتونه بالفأل السىء.
خاصة فى حالة غياب رب الأسرة (سفر أو عمل أو ماشابه) والمصريين بطبيعةالحال ينتابهم القلق والتشاؤم من البوم .
*بصارة :-

من الكلمة القديمة "بيسورو" ، ومعناها الفول المطبوخ.
أكلة مصرية ولونها أخضر فاتح أحيانا أو لون فسدقى وأوقات "العين تزغلل ويبقى لونها أصفر"
حتى الآن موجودة فى الأقاليم والأوساط الحرفية والشعبية على السواء. وتتكون من فول مفصص أو مدشوش،وخضرة (كرات وبقدونس وشبت و كسبرة) حسب الأذواق،بصل،وثوم . (لا أدرى ان كان الجميع يصنعها هكذا أم لا فتلك المقادير عرفتها من جدتى) وهذه المقادير لدى المصرى القديم منذ القدم.
وبمناسبة الثوم عند المصرى القديم (فى مقال القادم )
*صهديت :-
من الكلمة القديمة "سأميت" ، وتعنى دقيق يصنع منه الحلوى وغيرها.
بالطبع تعرفون مقادير البسبوسة واسم الدقيق المستخدم.
*قوطه :-
من الكلمة القديمة "أوتاه" ، وتعنى الطماطم.
أكثر الفئات التى تستعمل كلمة "أوتاه" فى العواصم وقلما أن يلفظها أهل القرى كلهم.
ودلالة على بقاء ألفاظ ليست فى المصطلحات اللغوية فقط بل فى كافة مناحى الحياة.
*هالا هالا :-
كلمة تعنى حلاوة .
كثيرا ماتسمع تاجر يقول أمام زبون/نة "هالا هالا ع الجد والجد هالا هالا عليه"
ويراد منه أن أحلى شىء فى الكلام هو الجد ويوصلنا إلى هدفنا من أقصر الطرق.
فهالا هالا ع الجد والجد هالا هالا عليه :)


تستمر على الشفاه ألفاظ وألفاظ منها الحميد ومنها الخبيث ،وفى مصرنا شتى الكلمات التى تعبر عنا فهل كل شخص يعى جيدا معنى الكلمة؟؟


ومن الكلام هالا السلام؛
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ملحوظة:-
الصورة أعلاه هى لتمثال "سيدة جالسة"
من أعمال النحات المصرى محمود مختار وصنع هذا التمثال من مادة البازلت.

الثلاثاء، 1 يوليو 2008

لا يـــــزال النـــيـــل يـــجرى


أنت تقرأ وتسمع ،تستنتج وتتحقق.ولك حق النقد مادمت تفكر وتنقد فكر لا صاحب الفكر.تعرض وجهة نظرك ونتحقق منها ولنا أن نتفق معها

البعض ينكرها حتى وإن إتفق معها ويجد من قام بنقده لذلك يتبرأ منها تماما بل ينكر حتى أية صلة تربطه بالموضوع.

وهذا ماحدث فى عدة كلمات قديمة حين همم بعض أهل الفن بغنائه لا أعلم ان كان عن دراية بالأمر أم مجرد محض صدفة لا أكثر.

فلنبدأ الآن.

* يوش : - أى يصدر صوتا رتيبا.

والجميع بلا إستثناء أو فارق طبقى يتناول تلك الكلمة حين ينهى التلفاز عرضه اليومى أو حدوث خلل ما فى مستقبل الإرسال التلفزيونى.

وأيضا فى الحياة العامة حين نمر بمنطقة زحام ونطلق كلمة "وش" بفتح الواو.


*باش :- لان أو طرى.

وتستعمل حتى الآن فى منازلنا المصرية حين ننسى قطعة خبز فى الماء،أو يقع منا مسحوق أيا كان فى المياه

فحين يختفى نطلق عليه كلمة باش.


* بوش :- أى سلب ونهب.

ومنها مقولة "راح بوش" أى راح وضاع بلا ثمن.

وأظن أن كلمة "بلاش" هى إحدى اشتقاقات تلك الكلمة.


*كوش :- أى أخذ لنفسه كل شىء.

نلفظها حتى الآن حين نرى مثلا نزاع أسرى على إرث أو ماشابه ، ويظهر لنا شخص ما

"يكوش على كله" بالمعنى الدارج.


*يبشبش :- أى يندى الثرى.

ومنها المثل " الله يبشبش الطوبة اللى تحت راسه" أى دعاء للمتوفى بأن يلين الله مرقده ويريحه فى قبره.

ومنها كلمة "بشبشها" أى اجعلها نديه وطرية،وعادة تستخدم فى الأرياف نظرا لإرتباطهم بعادة رش الثرى بالمياه فى وقت الصيف.

كى يرسل الهواء نسماته العليلة.


*أمان :- وأمين هما تحريف لكلمة آمون.

ومنها صفة الحمد والطمآنينة.


*رخ :- أى نزل المطر أو الماء.

من منا لم يقف تحت السماء باسما يلهو وفى أثناء لهوه تمطر فينشد الأهازيج المشهورة ومنها"يا مطرة رخى رخى " :)


* يا ما :- مشتقة من أما بمعنى كثير.

ونستعملها فى حديثنا حول مال أو أحداث كثيرة وغيرها،ولا زالت مرتبطة بنا تلك الكلمة.

ونذكر حين غنت أم كلثوم تلك القامة الشامخة فى أغنية "بعيد عنك" جملة (ياما باداريها ياما .. ياما باحكيها ياما )


* كانى مانى :- سمن وعسل.

بالطبع مشهورة تلك الكلمة وان دلت تدل على كثرة الخير،ولكن انتشار سردها فى وسط الأحاديث تدل على كثرة الكلام "اللى تعيده تزيده"


* حاتا باتا :- أى لحم وعظم.

ويقال نزل على الأكل "حتتك بتتك" أى لم يترك منه لحما أو عظما.

ونطلقها على الأشخاص شرهى المعدة،ومنهم الطفساء فى الأكل.


* ليلى يا عينى :- أى افرحى ياعينى,

وقد وردت فى أنشودة العذراء مريم وطلعها بالقبطية هى:-

"ليلى أودى برتنيوس" أى إفرحى أيتها العذراء.


* بح :- جاء أو وصل.

والمعنى الشائع لها انتهى وعادة ماتقال إلى الأطفال ان طلبوا شيئا ما.


* بحبح :- وسع.

وتستعمل عادة فى المساحات من بناء أو تفصيل ملابس وغيره...


* السح الدح :-

السح بمعنى عمل الطفل الصغير (عملية الإخراج لدى الأطفال الصغار)

الدح من الكلمة المصرية "ذا" وتعنى شحن.

إذن معناها الطفل قد "تبول أو تبرز"، أرى فى عيون بعضكم الدهشة ولكن ان استرجعتم مقدمة موضوع اليوم وتم الربط بينها وبين تلك الكلمة لتساءلتم .

هل أحمد عدوية وكاتب الأغنية كان يدرك أنها ذات أصول مصرية؟

أم دليل قاطع على أن معاملاتنا اليومية تشتمل ألفاظ هى من منبع القديم الذى لا يزال مثمرا ومستمرا.

حضارة مصر مثمرة وفى إستمرارية ينكب عليها من ينكب لكنها تحاول النهوض،

أعلم أنه كنهوض السلحفاه ولكنه مستمر مدى الحياه.

لا تبكى على أطلال ولكن انهض بها عمرانا.ولا يزال النيل يجرى.............

ومن الكلام خير السلام؛
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
ملحوظة:-
الصورة بالأعلى هى صورة تمثال"نحو ماء النهر"
للمثال المصرى"محمود مختار".