الاثنين، 2 يونيو 2008

هاتف مصمم على الحياة

هاتف
رنين الهاتف إخترق الصمت وإندفع نحو مسامعى غير عابء بحالى. أهملته حتى كف عن الرنين،وماالجديد حالى كما هو ولا يهتم به أحد، حتى الهاتف. فكلما أقدمت على إجابة المتصل لا أجد سواها تحدثنى عن أخيها الذى قدم إلى وضل طريقه. توسلت إليها كى تتركنى لحالى لكن لامحالة، هى كما هى لا شىء يؤثر عليها حتى لو كانت أعتى أنواع السباب.أذهب كل صباح إلى عملى، روتين لا بد من المرور به من حضور وإنصراف، شر لابد منه.
أعود إلى المنزل عصرا وحيدة بعدما تركتنى أمى وذهبت إلى بارئها ولم يعد لى من الدنيا سوى منزلى وعملى الروتينى ومرة أخرى يعود الهاتف لرنينه أسرعت مهرولة عله أحد أقاربى. ماذا أنا ليس لدى اقارب لا أملك أهل من الأساس محدثة نفسى فى تعجب ولا يزال الرنين يعلو. أتمنى ألا تكون تلك العجوز. أجيب على الهاتف حتى أجدها هى ألن تكفى أيتها العجوز عن إزعاجى ألم تيأسى حدثتنى بنفس الحديث المعتاد؛ إنه لم يأتى حتى الأن، لقد خرج وتركنى وحيدة ألم يمر عليك، لقد أخبرنى بأنه سيمر عليك. لابد وأن أحدهم يستهزأ بى. أيتها العجوز إتركينى لحالى لقد طفح الكيل بى. تعاود من جديد لقد أخبرنى بمجيئه إليك وأنه.....
قطع...
أتدرين لقد مللت سؤالك، ومللت الهاتف، وكل من حولى. دعينى وشأنى، مارسى تسليتك على غيرى لقد سئمتك وسئمت الهاتف. وما على فعله سوى إلقائه من الشرفة. مر بى من الوقت مايقارب الساعة وشعور غريب قام بإيثارة أعصابى لقد إشتقت إليها وإلى رنين الهاتف وسماع حديثها. ترى إعتدت على إزعاجها؟ أم أنه تلهف من نوع أخر يقترب من الحميمية بين الأهل. ما كان على سوى شراء هاتف جديد. وبالفعل ذهبت لأحد بائعى الهواتف وقمت بتركيب الهاتف الجديد...
مرت على لحظات لكن ماذا يحدث لى أنظر إلى الهاتف بطريقة غريبة. أهو نوع جديد من الغيرة؟أغار من الهاتف هذا الجماد الساكن لابد أنه الجنون وقد مسنى. ولما لا لقد أتيت بهاتف جديد وبالرغم من أنه جماد. إلا أنه تم تجديده وشعر بالحياة تدب فيه عبر أسلاك كشرايين القلب للإنسان. بدا لى وكأنه يتحرك إلا أنا ساكنة بلا حراك فى نفس الطريق بلا أدنى نوع من التغيير. روتينيات أثقلت كاهلى وأرهقته. ماالذى فعلته بنفسى؟ أنظر إلى المرآةلا أجد سوى بقايا من الحطام المهمل، وأنامل الزمان تقوم بدورها المعتاد؛ النقش على مسام الأوجه،وهى تنحت تلك اللوحة القديمة.أتذكر فى صغرى أنى كنت جميلة المحيا ،لا يمر الأسبوع إلا ويأتينى فيه قرابة الخمس رجال يتوددون لى لكى أقبل الإرتباط بهم. لكنى أبيت أن أرتبط بأحدهم، ولم يكن كما أعتقد الجميع أنه الغرور. لكنه كان البحث عمن يتمناه قلبى. لكنى لم أجده!! ترسبت سنين العمر فوق رأسى فأشعلت الشيب فى أكثره. كل شىء حولى روتينى محفوظ المعالم والوجهات، لا تغيير ماالذى دفعنى لتذكر كل هذا؟ الهاتف الجديد أم وحدة تلك العجوز، ذكرتنى بما قد آلت إليه نفسى، وما فاتنى من الحياة غير مدركة لأحوالى. لابد وأن أنتقم من هذا الشيب وكما اشتعل فى شعرى سأشعل فيه النار ...............هناك نافذة يتصاعد منها الدخان ورنين هاتف مصمم على الحياة..........................

هناك تعليقان (2):

Alaktash يقول...

يجدر بنا بالفعل أن نحيي رنين هاتف عائلاتناوأقاربنا
تشرفت بك و بأنك من دمي ، إذ يبدو أن جينات العائلة ممتدة و متشابهة لا تتغير مهما تغير المكان
كوني بود

مذكرات كشكول المورق يقول...

بالفعل لرنين الهاتف قيمة مقدسة خاصة لمن يعانون الوحدة.
ويجب أن نحترم هذا الرنين لأنه يعبر عن أبسط معانى الحنين.
الشرف لى أستاذى،ومرحبا بك فى المدونة.
وكما قلت جين وراثى مهما تغيرت الأماكن.
خالص تحياتى؛