حضارة
نباتا (Napata)
مقدمة /
لا شك أن قارة أفريقيا قد ساهمت فى صنع التاريخ البشرى بصورة أو بأخرى فتشير بعض الآراء أن الإنسان الأول ظهوره كان فى هذه القارة البِكر والتى رغم تكوينها العُمرى إلا أننا نعتبرها بِكر لم تستغل طبيعتها بعد بالصورة المثلى .
لا شك أن قارة أفريقيا قد ساهمت فى صنع التاريخ البشرى بصورة أو بأخرى فتشير بعض الآراء أن الإنسان الأول ظهوره كان فى هذه القارة البِكر والتى رغم تكوينها العُمرى إلا أننا نعتبرها بِكر لم تستغل طبيعتها بعد بالصورة المثلى .
وقد قامت
بها حضارات عظيمة ساهمت فى صنع التاريخ على مر العصور ،خاصة فى التاريخ القديم فقد
نشأت بها حضارات فى مصر وبلاد النوبة وبلاد السودان القديم وغيرها.
وهنا على
سبيل المثال بلاد النوبة قسمت حسب مجموعات حضارية هى كالتالى:-
-
المجموعة الأولى A.Group
-
المجموعة الثالثة C.Group
-
المجموعة المجهولة X.Group
وتقريرنا هنا عن حضارة نباتا والتى تنتمى إلى المجموعة الثالثة C.Group طبقًا لتقسيم العلماء والذى كان تباعًا لطراز
المقابر.
تمهيد:-
فى أعقاب الأسرة العشرين المصرية حكم مصر ملوكــً ضِعاف والذى نتج عن
حكمهم إضطرابات عمت أرجاء البلاد المصرية وقد نتج عنها تدهور الأحوال الاقتصادية ،
بل إمتدت يد الخراب إلى المقابر ولم تترك مقبرة إلا وقد تم العبث بمحتوياتها ،مما
إضطر الكاهن الأكبر لأمون أن يجمع كافة المقابر وقام بوضعها داخل خبيئة
بالديرالبحرى ولكنه والموميات لم يسلموا من يد اللصوص.
مما أحزن الكهنة وإضطرهم إلى أن يرحلوا عن طيبة بالكامل وقد كانت
الوجهة إلى مدينة "نبته" تاركين أرض مصر وراءهم.
التقرير:-
أرض نبته ذات موقع خصب فهى مدينة كبيرة تقع قرب الشلال الرابع ،والنيل
يجرى بجوارها وتحيط بها المزارع الواسعة ،وتقع على مفترق طرق القوافل الآتية من
الجنوب إلى الشمال والعكس،مما أدى إلى ثراء أهلها.وإستمرت من عام 747 ق.م حتى 656 ق.م .
واحتك كهنة آمون المصريين بالشعب النبتى دينيًا مما هيا الفرصة لحكام
نبتة الوطنين أن يعلنوا أنفسهم حكامًا مستقلين فى مناطقهم.وقويت عبادة آمون فى
نبتة وجاءت تصريحات الحكام معلنة أن "طيبة" وما يقع جنوبها هو جزء من
مملكتهم،ونظر النوبيون لمدينتهم على أنها "طيبة النوبية"
وكان من أشهر ملوك النوبة آنذاك والذى توصلنا إليهم عن طريق إكتشافات
الأثرى "ريزنر" لجبانات ملوك النوبة والأهرامات الأربعة لــــ ] بيعنخى،شبكا ،شبتاكا، تانوت آمون [ وتقع جنوب مدينة نباتا وفى الجهة المقابلة لها
عُثر على مقبرة الملك تهرقا.
ويرجع بعض العلماء أصول ملوك نباتا إلى ثلاثة أصول مختلفة وكل فئة
صنفت رأيها حسب ما رأته دليل.
* الأصل المصرى .
* الأصل المصرى .
·
الأصل الليبى.
·
الأصل النوبى.
نجد أن رأى مال إلى أن ملوك نباتا يعود أصلهم إلى "مصر" :-
حيث يشيروا إلى المصريون الذين هاجروا على الجنوب فى عهد الأسرة 22
الليبية ،وكونوا مجتمعًا مصريًا فى النوبةالعليا وظلوا بنفس تقاليدهم ومعبوداتهم
أيضًا حتى صار للكهنة المصريين دور بارز فى الحكم ولربما الرغبة فى ضم طيبة
العاصمة الدينية المصرية إلى حكم نباتا.
ويرجع هذا الرأى إلى التدين الواضح لدى ملوك الأسرة وعادات الفن
والعمارة بل وطريقة كتابة أسماؤهم داخل خراطيش كما كان لدى ملوك مصر.
ووجه الإعتراض أن هؤلاء اتخذوا أسماء نوبية ودفنوا بالسودان ولم
يدفنوا بمصر.
وأصحاب الرأى الليبى يرجع إلى :-
يرى "ريزنر" أن الأصل يعود إلى ذات الأسرة التى كانت تحكم
مصر وقتها وهى الأسرة 22 الليبية.
والرأى النوبى يعود إلى :-
التكوين الجسمانى حيث الملامح الزنجية البارزة لدى الملوك وطقوس
اختيار الملك والتى تقوم بها الأم وما يليه من شعائر التتويج،وإعتمادهم على قانون
انتقال السلطة إلى الأخوة ثم الأبناء، والطقوس الجنائزية المماثلة لبلاد
النوبة،ولكن يرى د/محمد إبراهيم بكر أن من حكم نباتا هم ملوك من أصل مروى .
إمتداد حكم ملوك نباتا داخل مصر:-
امتد سلطان بيعنخى7 75ق.م إلى الشمال ،وقد عثر على شاهد من الجرانيت
فى معبد بجبل البرقل نقش عليه باللغة الهيروغليفية أخبار الحملة التى قادها نحو
مصر.
وبعد ذلك حارب تف-نخت، أحد ملوك الأسرة الرابعة والعشرين الذى كان يحكم فى مصر السفلى، وأجبره على الإختباء فى مستنقعات الدلتا.
وبعد ذلك حارب تف-نخت، أحد ملوك الأسرة الرابعة والعشرين الذى كان يحكم فى مصر السفلى، وأجبره على الإختباء فى مستنقعات الدلتا.
وكوسيلة للسيطرة على السلطة الدينية فى مصر، أجبر بيعنخى الزوجة
الإلهية لآمون، شبن-أوبت، إبنة أوسركون أحد ملوك الأسرة الثالثة والعشرين، على
تبنى أخته أمنرديس، وذلك لنقل تلك السلطة الدينية لأيدى الأسرة النوبية.
كما حصل على استسلام الإمارات المصرية الأخرى وقد سجلت كل تفاصيل تلك
الحملة على لوحة محفوظة فى المتحف المصرى كما ترك لنا بعض الآثار فى مصر خلافاً
لتوسعاته فى معبد آمون بطيبة.
وبعد استقرار نصاب الأمور فى مصر، عاد بيعنخى للنوبة، ربما لأنه اعتبر
نباتا عاصمته الحقيقية، ولأنه لم يرد أن يحكم مصر بنفسه، إلا أنه بعودته، تشجع
تف-نخت على بسط سلطانه على كل غرب الدلتا. وأسس الأسرة الرابعة والعشرين. وبعد ذلك استطاع خلفاء الملك بيعنخى أن يعيدوا
بسط نفوذهم على كا أنحاء مصر لفترة ليست بقصيرة.
وبعد حكم بيعنخى تولى الملك شبكا والذى أضاف لمعبد الكرنك جزء لا يزال
يحمل إسمه .
والملك تهرقا قد كان عهده ملىء بالنشاط العمرانى داخل مصر وبلاد كوش
ونجد له معبد بسمنه وأرسل إليه أمهر الحرفيين لبناءه وتزيينه .
وعثر له أيضًا على مرسى الكرنك بعض الآثار ومقاييس للنيل فى سنوات
متعددة .
ولعل إرتباطهم الوثيق بمصر كان سبب لسقوط هذه الحضارة بعدما غزا
الآشوريين مصر وبعدها بلاد الجنوب على أنها جزء لا ينفصل عن مصر.
مظاهرالحياة فى نباتا:-
·
الحياة الاجتماعية:-
ساد البلاد نظام
إقطاعى حيث قسمت البلاد إلى اقطاعيات كبيرة على رأس كل منها أمير وكانوا يتمتعون
بثراء كبير.
·
الحياة الدينية:-
كانت لعبادة آمون رع
مكانة فى نفوس الأسرة الكوشية وكانوا يتبعون الشعائر المصرية،ووهب الملوك الهدايا
إلى المعابد والكهنة وكان إلى جانب آمون رع الإله "دحون" الاله القوى
لبلاد النوبة .
·
الحياة الاقتصادية:-
كانت بلاد السودان هى
المصدرالرئيسى للذهب والأحجار الكريمة وإشتهر ملوك كوش بالثراء واهتموا بإقتناء
الخيول وعثر لهم على مقابر عدة مما جعل العلماء يشبهونهم بمماليك مصر الذين حكموا
فى العصر الحديث.
ونظرًا لموقع نباتا
فقد تقدمت الزراعة وحرفة الرعى والصناعات.
·
الحياة الثقافية:-
من دراسة اللوحات
المنسوبة للملك بيعنخى فى جبل البرقل ولوحة الملك شبكا بمنف استنتجت العلماء انه
وجد فى هذا العصر طبقة من الكتاب تأثرت كتاباتهم بالكتابات المصرية وقد عثر على
وثائق خاصة بالمعاملات بين الأفراد والعقود المتعلقة بالبيع والشراء ،وقد كانت
مكتوبة بالديموطيقية وهى الكتابة الشعبية المصرية التى تطورت فيما بعد من
الهيراطيقية.
ختامًا /
لا شك أن حضارة نباتا
ساهمت بدور حضارى داخل العاصمة وامتدا لبلاد النوبة ولعل ارتباطها بمصر أثر كذلك
على تكوينها الثقافى والدينى بالطبع ولعل هجرة مصريين إليها جعل هناك رابط بين
عادات وتقاليد مصر والجنوب والتى دعت العلماء إلى الظن بأن ملوكها من أصل مصرى،
ولانغفل أن السقوط كان بعد سقوط مصر على يد الآشوريون...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق