الثلاثاء، 30 سبتمبر 2008

مشاهد من صفحات التاريخ2

من مظاهر رمضان
كالمعتاد لدينا نحن المصريون أن نربط الأعياد والمناسبات حتى وإن كانت مناسبات حزينة،أن نربطها بالطعام والشراب وإعداد الولائم.
هذا ليس بعيب بل أراه ميزة تدل على كرم هذا الشعب والتدليل على أن الخير وفير حتى وإن كانت هناك أزمات إقتصادية. وقديما كان المصريون يجعلوا من الفوانييس عَلماً على جواز الأكل والشرب مادامت موقودة.ولكن السىء فى الأمر هو تحول هذه العادة إلى ضروريات ولو كان على حساب صحتهم ونفقاتهم .
وللأسف تحول الأمر وتفحل إلى إسراف يهين آدميتهم.
من بعض مشاهد التاريخ لدينا من مظاهر إحتفال بشهر رمضان:-
كان الإحتفال يبدأ بإستطلاع هلال الشهر ،وكانت العادة أن يجتمع فقهاء المدينة ووجهائها بعد عصر يوم الإستطلاع وهو اليوم التاسع والعشرين من شعبان بدار القاضى يكون التجمع ويقف على باب الدار نقيب المتعممين*.
وبعد أن يتجمعوا يركبوا جميعا ويتبعهم أهل المدينة إلى أعلى موضع بالبلدة،فينزل القاضى ومن معه ويراقبون الهلال ثم يعودوا إلى المدينة بعد صلاة المغرب وبين أيديهم الشمع والمشاعل والفوانيس كلٌ حسب قدته المادية.
ويصل الناس مع القاضى ويذهب كل فرد إلى داره مطمئناً لموعد (غُرة رمضان)..
وكان يسترعى إنتباه الرحالة حال القاهرة وقت شهر رمضان.
"القاهرة فى شهر رمضان كانت تسبح فى الضوء نتيجة الأنوار والمشاعل والشموع والفوانيس فى الطرقات وبين يدى الناس"
وكانت أسواق القاهرة والأقاليم تزدهر إحتفالا بالمناسبة،وتظل المطابخ ومحال الطعام مفتوحة طيلة الليل كى تستقبل الصائمين،كما كان بعض المصريون يرسلوا مايحتاجون طهيه على الفطار إلى حوانيت الشرائحية*لتجهيزه.
وبعض الأسواق ارتبطت بموسم رمضان منها سوق الحلاويين*.
وكانت هناك شموعاً ضخمة تصل الواحدة إلى قنطار ويزيد،وكانت تؤجر لكى تستخدم فى موكب صلاة التراويح، وكان الأطفال يتجمعون حول الموكب حاملين فوانييسهم ويطوفون البلدة كلها من بعد المغرب حتى صلاة العشاء منشدين الأغانى الرمضانية والدينية .
حتى يجىء موعد السحور فيطوف "المسحراتى" بطبلته مرددا أهازيجه وأغانيه كى يوقظ أهالى الحى كى يهموا إلى إعداد السحور وتنبيههم إلى إقتراب موعد الفجر.
فقد كان لكل حى المسحراتى الخاص به
ويقضون الشهر الكريم طيلة الثلاثين يوما على هذا الحال متعبدين ناسكين وأيضا فى حالة إزدهار إقتصادى
وهذا هو الحال فى مصرنا إلى اليوم....
ومن الكلام أرسل سلام؛
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* نقيب المتعممين:كان ذو شارة وهيئة حسنة يستقبل الفقهاء والزوار كافة فى دار القاضى،وينادى القاضى قائلا "باسم الله سيدنا فلان الدين" فيسمع القاضى ومن معه فيقومون له.
*حوانيت الشرائحية:كانت تسمى حوانييت الشوائيين وكانت تشوى فيها الشواء من كافة أنواع الحيوانات.
*سوق الحلاويين:كان يمتلىء بكافة أصناف التماثيل السكرية التى كانت تصنع على هيئة تماثيل الحيوانات من قطط وسباع وغيرها. وكانت هذه التماثيل السكرية تعرف باسم "العلاليق" لأنها كانت تعلق بخيوط على أبواب الحوانيت،ويتراوح وزن العلاقة مابين ربع رطل وعشرة أرطال.

هناك تعليقان (2):

غير معرف يقول...

عزيزتي كشكول

فعلا زي ماقلتي ارتبطت اي مناسبه عندنا سواء حزن او فرح بالأكل و التفنن في صنع الأطباق المختلفه و الولائم عشان كده انا دايما بقول ان صناعه الأطعمه هي من الصناعات اللي دايما ليها سوق لأن عمر مالناس حتبطل أكل او شرب
اشكرك علي المعلومات المفيده اللي دايما بستمتع بقراءتها و كل سنه و انتي طيبه و عيد سعيد ليكي و لكل أسرتك

تحياتي ليكي

مذكرات كشكول المورق يقول...

تحية طيبة يا اجندا :)
ــــــــــ
اجندا أنا مذكرات بنت كشكول :((
ولست كشكول .
ـــــــــــــ
الصناعات اللي دايما ليها سوق لأن عمر مالناس حتبطل أكل او شرب
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
بالفعل يا عزيزتى الصناعة الغذائية هى أكثر رواجا،حتى أصبح الحال بأن فى كل شارعأكثر من 20 محل للأطعمة.
كل عام وأنتِ بخير لكِ وللأسرة :)
خالص تحياتى؛